هناك نوعان من الأشخاص في هذا العالم، النوع الأول يشاهد الفيلم فيكتفي بالاستمتاع بمشاهدة الفيلم، وهناك نوع آخر يغرق في تفاصيل وصناعة الفيلم، ويشعر بزيادة هرمون الأدرينالين كلما شاهد فيلما، تتسع حدقة عينيه وتتسارع نبضات قلبه ويغمره الفضول عن عالم صناعة السينما، وكأن عينيه ترى ما لا يراه الآخرون، من حبكة سينمائية وإضاءة وإخراج.
إذا كنت من هؤلاء الأشخاص وتريد أن تصبح من صانعي الأفلام، فهناك العديد من الطرق والفرص لتصبح واحدا منهم أو ربما تكون الفريق كاملا.
صوّر فيلمك الأول
بعد أن تتأكد أنك مهتم بهذا المجال، عليك أن تشمّر عن سواعدك وتبدأ بالتجربة بنفسك، لحسن الحظ وبفضل التغييرات الهائلة في تقنيات صناعة الأفلام، ومع وجود الإنترنت أصبحت صناعة الأفلام متاحة للجميع. وهذا بدوره يعني فرصا هائلة لصانعي الأفلام المستقلين.
ليس المهم أن يكون فيلما عظيما، ولكن المهم أن تبدأ، ابدأ بكتابة معالجة الفيلم (البناء الأوليّ للسيناريو)، ثم كتابة السيناريو (المَشاهد)، ثم اختر مكان التصوير، ربما يكون غرفتك أو سطح منزلك أو أي موقع تصوير تشعر أنه مناسب لفكرتك، إذا كان فيلمك يحتاج لممثلين استعن بأصدقائك أو أفراد أسرتك.
بأبسط الأدوات يمكن أن تبدأ في صناعة فيلمك الأول:
إذا لم يتوفر الممثلون لفيلمك الأول، حاول أن تكتب فكرة لا تعتمد على الأشخاص. افتح الكاميرا أو كاميرا هاتفك، وابدأ بتصوير المشاهد كل واحد على حدة أو مرة واحدة (One-Shot)، في كلتا الحالتين ستحتاج خطوة أخيرة وهي المونتاج (التَّوْلِيفُ أو التركيب) لإضافة مقدمة وخاتمة للفيلم.
وإذا قمت بتصوير فيلمك، كل مشهد على حدة، ستحتاج للمونتاج أكثر حتى تربط فيلمك بعضه ببعض، وفي كل مرة تصنع فيها فيلما حاول أن تطوّر من نفسك، يمكن أن تضيف في المرة الثانية موسيقى لفيلمك، أو تقوم بتسجيل الصوت بمعدات صوت أفضل، وفي كل مرة ستلاحظ تطور أفلامك حتى تصل لفيلم تستطيع عرضه وال به في المسابقات، والمنح الممولة لصناعة الأفلام المستقلة وهي الخطوة التالية لرحلتك.
بالطبع هناك حلول أخرى إذا لم تستطع أن تصنع فيلما وحدك، كالانضمام إلى مدارس أو ورش تعليم السينما، وفي كلتا الحالتين يجب أن تعتمد على نفسك في مرحلة ما وتصنع فيلما سواء وحدك أو ب مجموعة.
مهرجانات ومسابقات يمكنك ال بها
مهرجان أفلام "48 ساعة" السينمائي
هل يمكنك كتابة وإنتاج وتصوير فيلم قصير في 48 ساعة؟ هذه المسابقة المليئة بالإثارة تعطيك 48 ساعة فقط لإنتاج فيلم قصير، يشارك المرشحون في ورش عمل ودورات مكثفة على مدى 3 أيام قبل أن يبدأ السباق مع الزمن لصناعة فيلم، ويتم عرض الأفلام على الشاشة الكبيرة لجمهور مسرحي حي ويعرض على كبار حكام المهرجان، كما تعرض أفضل الأفلام في ركن الأفلام القصيرة بمهرجان "كان" السينمائي، كما يحصل الفائز على جائزة مالية بقيمة 250 دولارا أميركيا.
مهرجان الفيلم القصير الدولي أوبرهاوزن
مهرجان الفيلم القصير الدولي "أوبرهاوزن" (International Short Film Festival Oberhausen)، هو أحد أقدم مهرجانات الأفلام القصيرة في العالم، تأسس عام 1954، ينظم المهرجان مسابقة ألمانية، ومسابقة دولية لأفلام الأطفال والشباب، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم، كما يوفر المهرجان للزوار مكتبة فيديو مجهزة، ويمتلك أرشيفًا للأفلام القصيرة من أكثر من 60 عامًا من تاريخ السينما.
حفل أفلام الهواتف العالمية
يقام حفل أفلام الهواتف العالمية (Global Mobile Film Awards) سنويا عبر الإنترنت. الحفل مفتوح لصانعي الأفلام الذين يصورون أفلامهم بالهواتف فقط، والذين فازوا بجوائز رسمية في أي مهرجان سينمائي أو مسابقة أفلام/ فيديو. ويمكن لصانعي الأفلام أيضًا تقديم فيلمهم للترشيح لـ(GMFA). ويمكن أن يقدم المهرجان الذي فزت فيه بجائزة الترشيح نيابةً عنك.
موقع أفلامنا
أول بوابة متخصصة في الشرق الأوسط للتمويل الجماعي الخاص بالمشاريع الإبداعية، ويعتمد الكثير من صنّاع الأفلام بشكل متزايد على الإنتاج المشترك والتمويل الجماعي لتطوير وتمويل مشاريعهم الإبداعية.
وتساعدك هذه المواقع على تحديد مصادر التمويل لمشروعك ومصدره والجمع بينها وتعزيز جاذبيته للموزعين والمستثمرين لتتمكن من صناعة فيلمك والتقديم في المسابقات والمهرجانات العالمية.
لصانعي الأفلام يد في كل جانب من جوانب عملية الإنتاج، يرتدي صانعو الأفلام العديد من القبعات، ويعملون لساعات طويلة غير منتظمة، ويتحملون الظروف الجوية القاسية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى العديد من الفرص في جانب أكثر تخصصًا في صناعة الأفلام.
لذا لا تستسلم وستجد وستتعلم شيئًا جديدًا مع كل مشروع تكتبه أو تصوره.. تعلم قدر ما تستطيع عن نظرية الفيلم وستصل لأهدافك قريبا.