الصفحة الرئيسية >التماس >تقارير متنوعة
Jul 20بواسطة Smarthomer

تقارير متنوعة

كان الثاني عشر من أبريل 1961 يوما فارقا في تاريخ البشرية، فتح آفاقا أوسع لرحلة الإنسان على الأرض لتتجاوزها إلى الفضاء، ففي هذا اليوم انطلق الروسي يوري جاجرين إلى الفضاء الخارجي، في أول رحلة فضائية مأهولة بالبشر.

وبعد مرور 50 عاما على تلك الرحلة، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها 65/271، المؤرخ في 7 أبريل 2011، أعلنت الثاني عشر من أبريل يوما دوليا للرحلة البشرية إلى الفضاء، ليكون بمثابة احتفال سنوي ببداية عصر الفضاء للبشرية، وتاكيدا للإسهام المهم لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة رفاهية الدول والشعوب وكفالة تحقيق تطلعاتها إلى الحفاظ على استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.

وأكدت الجمعية العامة عن اقتناعها الراسخ بما للبشرية من مصلحة مشتركة في تعزيز وتوسيع نطاق استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه، بوصفه مجالا مفتوحا أمام البشرية جمعاء، في الأغراض السلمية وفي مواصلة الجهود بحيث تعم الفوائد الناشئة عن ذلك جميع الدول.

أهمية استكشاف الفضاء

يهدف استكشاف الفضاء البشري إلى الإجابة عن الأسئلة الأساسية حول دور الكون وماضي نظامنا الشمسي، من خلال تطوير التكنولوجيا وتطوير صناعات جديدة والمساعدة في إقامة علاقة ودية مع البلدان الأخرى.

لعب استكشاف الفضاء دورا حاسما في عدة مجالات:

الابتكار - أدى اكتشاف الفضاء إلى العديد من جوانب الحياة اليومية، من الألواح الشمسية إلى شاشات القلب المزروعة، ومن العلاج الإشعاعي إلى المنتجات الخفيفة الوزن، ومن أنظمة تنقية المياه إلى أنظمة الكمبيوتر المتطورة إلى برنامج عالمي للبحث والإنعاش، سيظل استكشاف الفضاء قوة حاسمة لفتح مجالات جديدة في العلوم والتكنولوجيا.

الثقافة والإلهام - يوفر استكشاف الفضاء وجهة نظر نادرة ومتغيرة حول دور البشرية في الكون المشترك بين الجميع، وفي كل يوم تجيب مشاريع استكشاف الفضاء عل اهتمامات الناس، وتولد بيانات جديدة عن النظام الشمسي، لتقربنا من الإجابة على الأسئلة الأساسية التي أثيرت لآلاف السنين: "كيف يبدو الكون؟ هل يرتبط المصير البشري بالأرض؟ هل الحياة في الكون في مكان آخر؟".

التغلب على القضايا العالمية - استكشاف الكواكب هو نشاط عالمي يؤدي إلى التعاون الدولي والدبلوماسية، وإقامة شراكات عالمية وقدرات استكشافية تساهم في الاستعداد الدولي لحماية الأرض من الأحداث الكارثية ، مثل بعض آثار الكويكبا ، والبحث التعاوني في طقس الفضاء، وحماية المركبات الفضائية من خلال تطوير طرق جديدة لإزالة الحطام الفضائي، ويمكن أن تؤدي المعرفة المكتسبة من استكشاف الفضاء أيضًا إلى إدخال سياسات التنمية المستدامة بيئيًا.

ويمكن تعريف فوائد الفضاء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتشمل الفوائد المباشرة إنتاج المعرفة العلمية، ونشر الاختراع ونمو الأعمال، وتعزيز الاتفاقيات بين دول الاستكشاف.

وتشمل الفوائد غير المباشرة الناتجة عن استكشاف الفضاء، التغييرات في نوعية الحياة، مثل زيادة الاستقرار الاقتصادي والصحة والجودة البيئية والسلامة والتعليم، بما في ذلك عمق الفهم ورؤى جديدة حول دور الشخص والدور الجماعي للإنسانية في الكون.

غزو الفضاء من الحلم إلى الواقع الفضاء

أصبحت الرحلات الفضائية جزءا من الإنجازات البشرية عقب الاكتشافات النظرية والتطبيقية للعالم الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي "مؤسس نظريات الصواريخ والرجل الذي تنبأ بأن الطائرات النفاثة وسفن الفضاء وقطارات الصواريخ والأقمار الصناعية لا شك ستتلو الطائرات ذات المحرك التوربيني" ونظيره الأمريكي، روبرت جوددارد، صاحب الفضل في بناء أول صاروخ بالوقود السائل والذي اطلق بنجاح في 16 مارس 19261، ويعتبر صاروخ "فاو-2" الألماني هو أول صاروخ يصل للفضاء خلال اختبار الطيران في يونيو عام 1944.

وكان قسطنطين تسيولكوفسكي أول من قدم اقتراحا واقعيا لرحلة الفضاء، حين نشر عمله الشهير "استكشاف الفضاء الكوني بالآليات التفاعلية" "، لكن هذا العمل النظري لم يكن له تأثير واسع خارج روسيا، بينما صارت رحلات الفضاء ممكنة هندسياً بعد نشر عمل لروبرت جوددارد عام 1919 ،من بحثه "طريقة لبلوغ الارتفاعات القصوى"، كما أن استخدامه لمنفث دي لافال للصاروخ ذي الوقود السائل أعطى القوة الكافية لاحتمالية السفر بين الكواكب، وكان لهذا البحث أثره الكبير على هيرمان أوبيرث وفيرنر فون براون اللذين قادا فيما بعد رحلات الفضاء، وكانن هيرمان نووردونج – المسؤول السلوفيني – أول من بنى تصوره حول محطة فضائية كاملة في كتابه "مشكلة رحلات الفضاء".

سباق الفضاء

احتل الاتحاد السوفيتي الصدارة في سباق فضاء ما بعد الحرب العالمية الثانية، بإطلاق أول قمر صناعي ،وأول رجل وأول امرأة إلى المدار الفضائي، كما استطاعت الولايات المتحدة اللحاق بمنافسيها السوفيتيين بإطلاق أول رجل للهبوط على سطح القمر عام 1969.

بعد أن أطلق الاتحاد السوفييتي السابق أول قمر اصطناعي في العالم وهو سبوتنك-1 في 4 أكتوبر 1957، بدأ سباق الفضاء العالمي إلى الفضاء الكوني، وهو سباق بدأ أساسًا بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية كجزء من الحرب الباردة، محوره التسابق علي أخذ أكبر مساحة من الفضاء عن طريق الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء المأهولة وغير المأهولة، كان الأمر إظهارا للقدرة والتقنية لكلتا الدولتين في مجال غزو الفضاء.

ومع انطلاق أول قمر اصطناعي عرفته البشرية Sputnik1 إلى الفضاء الخارجي، تغير وجه العالم، فقد كان وراء إطلاقه بداية ثورة الانجازات التكنولوجيا الجبارة التي تحققت في عالمنا المعاصرفي مجالات الاتصال ونقل المعلومات والتطورات الفضائية والكونية والذي حقق أيضا حلم القرية الكونية global village الذي حلمت به مؤلفات أدب الخيال العلمي.

تقارير متنوعة

في 3 نوفمبر 1957، وبعد اقل من شهر من إطلاق السوفيت القمر"سبوتنيك 1" أطلقوا "سبوتنيك 2" والذي كان على ظهره أول كائن حي إلى الفضاء وهي الكلبة "لايكا"، حيث درس العلماء كيفية حياة الكلبة في الفضاء.

وفي 12 أبريل 1961، أصبح رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين أول إنسان في الفضاء مستقلا المركبة الفضائية "فوستيك 1"، وقضى جاجارين 108 دقائق داخل مركبته الفضائية في مدارها حول الأرض قبل أن يعود إلى الأرض، لتسجل أول محاولة سوفيتية لسباق الفضاء، ولتكون بداية سباق أمريكي سوفيتي نحو إطلاق بشر إلى الفضاء الخارجي.

بعد 23 يوما من إطلاق أول إنسان في الفضاء، قام رائد الفضاء الأمريكي آلن شيبارد، بدوران فرعي لمدة 15 دقيقة في الفضاء.

وفي 1962 أصبح جون جلين أول أمريكي يدور حول الأرض.

بعد ذلك أطلق الاتحاد السوفيتي أول امرأة في الفضاء وهي فالينتينا تيريشكوفا في عام 1963، وقام رائد الفضاء السوفيتي ألكسي ليونوف أول عملية سير في الفضاء في عام 1965، وكادت الرحلة أن تنتهي بكارثة حين تعثر ليونوف في العودة إلى الكبسولة.

وفي 1983 كانت سالي رايد هي أول أمريكية تسافر إلى الفضاء على متن المكوك الفضائي "إس تي إس-7 "، وصار سفر رائدات الفضاء إلى الفضاء شيئا مألوفاً في ثمانينات القرن الماضي، وكانت "إيلين كولينز" أول رائد مكوك من الإناث، ومع مكوك البعثة " STS -93 "في عام 1999، أصبحت أول امرأة تتولى قيادة سفينة فضاء في الولايات المتحدة.

الهبوط على سطح القمر

بعد النجاح السوفيتي في وضع أول قمر صناعي في المدار وبعد رحلة جاجارين، ركز الأمريكان جهودهم على إرسال مسبار فضائي إلى القمر، ففي 21 من يوليو 1969 أصبح الأمريكي نيل آرمسترونج أول إنسان يضع قدمه على سطح القمر في حدث راقبه أكثر من 500 مليون شخص حول العالم.

وكانت تلك البداية نحو رحلات وغزو حقيقي للفضاء من قبل البشر، وقد سار العمل على قدم وساق، ودار سباق مع الزمن بين الدول العظمى، من أجل جمع المعلومات والتجهيز لإطلاق أكبر عدد من الأقمار والصواريخ الفضائية... زارت المسابر الكوكبية جميع كواكب النظام الشمسي، لكن ظل البشر حول المدار وعلى متن المحطات الفضائية لمدة طويلة مثل "مير" ومحطة الفضاء الدولية.

تطور رحلات الفضاء المأهولة

أطول رحلة فضاء بشري واحد هو أن ل فاليري بولياكوف، الذي غادر الأرض في 8 يناير 1994 ، ولم يعودوا حتى 22 مارس 1995 "أي ما مجموعه 437 أيام 17 ساعة 58 دقيقة 16 ق".

وقد أمضى سيرجي كريكالوف معظم الوقت من أي شخص في الفضاء، 803" أيام ، 9 ساعات، و39 دقيقة" تماما.

أطول فترة من الوجود البشري المستمر في الفضاء هو 15 سنة و72 يوما على متن المحطة الفضائية الدولية، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 10 سنوات تقريباأو "3634 يوما" التي تحتفظ بها مير، والتي تمتد على إطلاق سويوز TM- 8 في 5 سبتمبر 1989 إلى هبوط سويوز TM- 29 في 28 أغسطس عام 1999.

تواجد البشر بشكل مستمر في الفضاء لمدة 16 سنة و 80 يوما على متن محطة الفضاء الدولية، فقد كانت كل رحلات الفضاء البشرية المبكرة مأهولة، حيث كان يتعين على أحد الركاب أداء مهام القيادة أو تشغيل المركبة الفضائية، ولكن بعد عام 2015 تم تصميم مركبات فضاء قادرة على حمل البشر، وقادرة أيضا على العمل بشكل مستقل بدون الحاجة لتدخل الإنسان.

منذ تقاعد مكوك الفضاء الأمريكي في عام 2011، لم تحافظ سوى روسيا و الصين على أداء رحلات الفضاء البشرية بواسطة برنامج سويوز وبرنامج "شنتشو".

حاليا، جميع الرحلات إلى محطة الفضاء الدولية تستخدم مركبات سويوز، التي تبقى موصولة بالمحطة للسماح بعودة سريعة إذا لزم الأمر.

وتعمل الولايات المتحدة على تطوير نظام نقل تجاري لتسهيل وصول المواطنين إلى محطة الفضاء الدولية والمدار الأرضي المنخفض.

رحلات الفضاء كانت في العادة أمرا مرتبطا بالحكومة، ولكن رحلات الفضاء التجارية بدأت تدريجيا بأخذ دور أكبر.

وفي 21 يونيو 2004 ، انطلقت أول رحلة فضاء بشرية خاصة، عندما قامت مركبة "سبيس شيب 1" بأداء رحلة شبه مدارية، كما بدأت شركات غير حكومية تعمل على تطوير قطاع سياحة الفضاء،

ولعبت ناسا أيضا دورا في تحفيز رحلات الفضاء الخاصة عبر برامج مثل: الخدمات التجارية للنقل المداري وتطوير الطاقم التجاري، وفي عام 2010 بدأ الاتجاه نحو قيام الشركات التجارية بتزويد "ناسا" بخدمات نقل الأشخاص و البضائع إلى المدار الأرضي المنخفض..