الصفحة الرئيسية >التماس >الصغار وأمن المعلومات.. “محاذير” من اختراق البيانات والخصوصية
May 12بواسطة Smarthomer

الصغار وأمن المعلومات.. “محاذير” من اختراق البيانات والخصوصية

A Decrease font size.A Reset font size.A Increase font size.

منى أبوحمور

عمان– كانت المفاجأة عندما استقبلت اتصالا هاتفيا من إحدى صديقاتها تخبرها بأن صورا وفيديوهات عائلية عدة لها قد تم مشاركتها في أحد مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق ابنها.

لم يكن وقع الأمر سهلا بالنسبة لـ سائدة التي تفاجأت بوصول طفلها إلى محتويات هاتفها كالصور والفيديوهات بعد أن قام بتنزيل أحد تطبيقات الألعاب.

هذه اللعبة، بحسب سائدة، تطلب السماح بالوصول إلى كاميرا الهاتف والصور، ولأن طفلها لا يعلم مدى خطورة ذلك قام بالموافقة على الشروط كافة، والمهم لديه أن يبدأ باللعب.

ليست سائدة وحدها من تعرضت للوصول إلى بياناتها ومحتوى هاتفها بسبب التطبيقات التي يقوم أطفالها بتحميلها على الجهاز كالألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي، فجهل العديد من مستخدمي التطبيقات الذكية بكيفية التعامل مع شروطها قبل تنزيلها، يدفع للسماح ب البيانات والمعلومات وأماكن التواجد من دون وعي أو إدراك.

وبلغت نسبة الأفراد مستخدمي الإنترنت وأعمارهم 5 سنوات فأكثر، بحسب مسح استخدام وانتشار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنازل 2017 والصادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع دائرة الإحصاءات العامة، حوالي 65 %، شكل الذكور 53 % والإناث 47 %، علماً أن 61 % من الأفراد يستخدمون الإنترنت بواسطة الهواتف الذكية و33 % بواسطة الكمبيوتر و3.7 % بواسطة أجهزة التابلت.

وبتحويل النسب الى أرقام حسب عدد السكان للعام 2017 والبالغ 10.053 مليون نسمة، فإن عدد الذين أعمارهم 5 سنوات فأكثر 8.9 مليون نسمة من بينهم 4.168 مليون أنثى. ومن بين هؤلاء فإن عدد الذين يستخدمون الإنترنت 5.8 مليون نسمة منهم 2.7 مليون أنثى.

وبلغت أعداد الأطفال الذين أعمارهم بين 5-18 عاماً 3.3 مليون طفل من بينهم 1.6 مليون طفلة، في حين بلغ عدد الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت 2.1 مليون طفل من بينهم مليون طفلة.

وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية، خلال الأسبوعين الماضيين، قد نشرت رسائل توعوية عدة موجهة لأولياء الأمور حول استخدام المراهقين والأطفال التطبيقات الذكية والهواتف.

وتناولت هذه الرسائل الموجهة إلى أولياء الأمور التحذير من بعض التطبيقات على الهواتف المحمولة التي تعتمد في أساسها على تداول مقاطع الفيديو التي قد تتضمن محتوى غير مناسب.

كما دعت الهيئة، أولياء الأمور، إلى ضرورة مراقبة أبنائهم وحثهم على عدم استخدام بعض التطبيقات الإلكترونية التي تتيح إنشاء وتداول الفيديوهات؛ حيث تقوم تلك التطبيقات بنشر و هذه الفيديوهات على نطاق واسع دون علم المستخدم والتي قد تحتوي في بعض الأحيان على فيديوهات غير مناسبة لمراهقين وقصر وقد تعرضهم للخطر.

وأشارت الهيئة، من خلال هذه الرسائل، إلى وجود العديد من التطبيقات التي تتوفر على منصات app store لحماية ومراقبة الأبناء أثناء استعمالهم هواتفهم المتنقلة.

الصغار وأمن المعلومات.. “محاذير” من اختراق البيانات والخصوصية

وتوفر تلك التطبيقات، بحسب الهيئة، سمات مختلفة تتباين بناء على نوع التطبيق، إذ تعمل على منح أولياء الأمور إمكانية الإشراف وحماية الأطفال عبر العديد من الخيارات، منها منع المواقع الإلكترونية غير الملائمة للأطفال وإمكانية التحكم بمدة استخدام الأطفال الجهاز والأوقات المسموح بها للاستخدام كما يمنع بعضها تحديد موقع طفلك.

ومن جهته، يشير التربوي الدكتور عايش النوايسة إلى ضرورة الالتفات إلى خطورة هذا الأمر الذي يرتبط بشكل مباشر بأمن المعلومات، لافتا إلى أن كثيرا من القضايا التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة اختراق البيانات والخصوصية.

وتكمن خطورة التطبيقات، بحسب النوايسة، في أنها في كل مرة تطلب من المستخدمين السماح في الدخول إلى البيانات والمعلومات والصور والفيديوهات التي يحتوي عليها الهاتف أو الجهاز اللوحي.

وعلى أولياء الأمور ومستخدمي هذه التطبيقات من الأبناء أن يكونوا على علم ووعي كاف بالأخلاقيات والتشريعات الدولية التي تتعلق بتنظيم هذه التطبيقات والقضايا التي تتعلق بالحماية والخصوصية للأفراد.

ويشير النوايسة إلى أن المواثيق والعهود الدولية، كفلت للأفراد الخصوصية حتى في الدساتير الوطنية أيضا، لافتا إلى أن اختراق الخصوصية والوصول إلى بيانات مستخدمي بعض التطبيقات أصبحا من القضايا العالمية المهمة.

ويقول النوايسة “التطبيقات كافة، عند تحميلها، تطلب السماح لها بالدخول إلى بيانات الهاتف وهي قضية لابد من الانتباه لها”.

ويتابع “الخطورة تزداد عندما يستعجل مستخدم التطبيق ويقوم بالموافقة على كل بند من بنود التطبيق، وبالتالي الموافقة على الوصول للبيانات الشخصية بأشكالها كافة حتى القضايا التي تتعلق بالأسرار الشخصية والحسابات البنكية والقضايا التجارية وغيرها من الأمور التي يحفظها صاحب الهاتف بعد السماح بالوصول إلى بياناته”.

ويلفت النوايسة الى ضرورة التصدي لهذا الأمر على مستويين؛ الأول الدولي من خلال تشريعات تنظم هذه العملية وتحمي الأفراد، وعلى المستوى الأسري وعي أولياء الأمور بكيفية استخدام هذه التطبيقات وقراءة الشروط والأحكام لأي تطبيق لمعرفة كيفية الاستخدام وحماية البيانات من الاختراق.

وينوه النوايسة إلى أن كثيرا من الأولياء الأمور يقومون بربط هواتف أبنائهم وأجهزتهم اللوحية على حساباتهم وبريدهم الإلكتروني، بهدف مراقبتهم، إلا أن ذلك في كثير من الأحيان كان سببا في اختراق بيانات بعض أولياء الأمور بسبب تطبيقات قام الأبناء بتحميلها والسماح لها بالوصول إلى البيانات والحاسبات أيضا.

ويجب على الآباء، بحسب النوايسة، توعية أبنائهم فيما يخص حماية البيانات الشخصية، ليعرفوا مثلا ما الصور والفيديوهات الشخصية والعائلية التي يمكن إرسالها للأصدقاء، ولأن الأطفال يجهلون الكثير عن مخاطر تقاسم معلوماتهم الشخصية يجب تحذيرهم من تبعات ذلك، خصوصا وأن الكثير من البيانات يصعب حذفها بعد نشرها أو إرسالها لشخص آخر.

ويرى النوايسة أن الحاجة اليوم أصبحت ملحة للحديث عن هذا الأمر على المستويين الإعلامي من جهة من خلال حملات لرفع وعي أولياء الأمور بخطورةبيناتهم، وكذلك توعية الأبناء وعدم مشاركتهم بعناوين حساباتهم، ومن جهة أخرى على المستوى التربوي من خلال المدارس.

إلى ذلك، يرى خبراء ألمان، بحسب “ميتل دويتشه روند فونك”، وجوب تحذير الأطفال من عمليات الشراء داخل التطبيقات، خصوصا الألعاب، ويجب الاتفاق مع الآباء بعدم تحميل أو اقتناء أي شيء عبر الهاتف إلا بعد التشاور معهم.

ومن أجل تربية الأبناء على تحمل المسؤولية، يوصي خبراء بضرورة إشراك الأطفال في دفع تكاليف “التعرفة” من أجل تقدير قيمة الأشياء، كدفع ثمن بعض التطبيقات أو الألعاب من خلال مصروف الجيب، هذا قد يدفع الأطفال للتفكير مليا في شراء التطبيق أو الاستغناء عنه.

وأوصت المبادرة الألمانية باستعمال الإنترنت بأشكاله كافة نصف ساعة فقط للأطفال حتى 5 أعوام، وساعة كاملة للأطفال بين 6 و9 أعوام، ويمكن تحديد أوقات أسبوعية لاستعمال الميديا في العاشرة، حتى يتعلم الأطفال التعامل مع الموارد المتاحة لديهم.

اقرأ المزيد: