Home >petition >A monster inside the tablet threatens children in the movie "Come Play"
Aug 05By smarthomer

A monster inside the tablet threatens children in the movie "Come Play"

Poster of work.

Mashhad from the movie.

أميرة حمادة من بيروت‬كثيرا ما نتذمر من أطفالنا الذين يتخذون من أجهزتهم التقنية أولوية لحياتهم المثخنة بالتكنولوجيا، فيصبحون أسارى ما يدور خلف الشاشات التي سيطرت على حياتهم وأوجدت لهم كائنات صديقة لكنها وهمية، وتتولد عن هذه المقاربة نتائج وخيمة دون أدنى شك تتأرجح ما بين العزلة والعصبية المفرطة والعواطف الإلكترونية وغيرها كثير من النتائج المدمرة، لكن في الوقت عينه أصبحت مصدر إلهام للمخرج جاكوب تشيس، الذي أخرج عام 2017 فيلم الرعب والتشويق القصير Larry ‬يتناول فيه ‫قصة صبي صغير مصاب بالتوحد، تجعله عزلته فريسة سهلة لمخلوق يبحث عن رفيق له من داخل هاتفه الذكي‬، بعد أن واجه التنمر من قبل رفاقه في المدرسة. ولقي هذا الفيلم القصير استحسان النقاد، وحصل على تقييمات جيدة على بعض المواقع الأجنبية، ما دفع المخرج الى تطوير الفيلم الذي تبلغ مدته خمس دقائق إلى فيلم طويل مدته نحو ساعة ونصف، مع الحفاظ على الفكرة والأسلوب الروائي باحترافية.جميعنا يعلم أن التكنولوجيا تمتلك تاريخا خصبا كوسيلة لنشر الشر في أفلام الرعب، ولا سيما في أفلام مثل فيلم الرعب الأمريكي "ذا رينج" وفيلم "أرواح شريرة"، وعند مشاهدة فيلم "تعال العب" يتضح لنا أثر مثل هذه الأفلام في المخرج والكاتب جاكوب تشيس، الذي يقدم تجربة الإخراج الأولى له. وعمل جاكوب خلال بنائه النسخة الطويلة من فيلمه الخيالي "لاري" على الحفاظ على الفكرة والأسلوب الروائي باحترافية، حيث أنجز الفيلم دون الوقوع في فخ الاشتقاق، تماما كما فعل المخرج جاي جاي آبراهامز في فيلم "سوبر 8"، لكنه في الوقت نفسه لا يأتي بشيء جديد كليا، فيصنع التشويق من خلال منح التكنولوجيا ضميرا واعيا مدفوعا بإحساس الوحدة، فمن خلال النظر من خلف شاشة الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي أو أي وسيلة رقمية أخرى، يحدد هذا المخلوق هدفا مناسبا للاتصال به ليمنحه حياة ثلاثية الأبعاد، وإلى أن تكتمل هذه العملية، لا تمكن رؤية هذا المخلوق بالعين المجردة سوى عبر الجهاز الرقمي. ‬‬يحب والده ولا ينظرإلى والدته‬يدور الفيلم القصير Larry حول عامل في موقف سيارات يطلق العنان لوحش خلال مناوبته الليلية في أثناء تصفحه قصة مخيفة عبر جهاز لوحي وجده في صندوق المفقودات، ومن ثم يتحول تركيز هذا الوحش في الفيلم الطويل "تعال العب" على صبي يدعى أوليفر، يؤدي دوره الممثل أزي روبرتسون، يعاني اضطرابات نفسية، فهو كان يستخدم هاتفه الذكي في الفصل، ورفاقه يتقبلون هذا الأمر ظنا منهم أنه مصاب بالتوحد، ويستخدم تطبيق الحوار للتواصل مع الأشخاص، لكنه بخلاف ذلك لا يتحدث مع أحد، وعلى الصعيد العاطفي يُظهر أوليفر قليلا من العاطفة تجاه والده مارتي، يؤدي دوره الممثل جون جالاجر جونيور، لكن علاقته بوالدته سارة، تؤدي دورها الممثلة جيليان جاكوبس، ضعيفة، لدرجة أنه يرفض النظر في عينيها، ورغم حالته قرر الوالدان الانفصال بسبب استياء سارة من زوجها لأنه حملها مسؤولية أوليفر الكاملة في روتينه اليومي، ومتابعة علاجه وحضور جلسات علاج النطق، بينما هو اكتسب حب ابنه من خلال العناق والهدايا. ‬‬‬العزلة‫‬يتعرض أوليفر للتنمر من قبل ثلاثة فتيان أشقياء رموا بهاتفه بعيدا في أحد الحقول، حيث سرقوا منه وسيلة تواصله الوحيدة، بعد ذلك يحاول إخماد عزلته من خلال مشاهدة حلقات مسلسل سبونج بوب سكوير بانتس، يفتح جهازه الذكي قصة أطفال بشكل عشوائي تسمى "وحوش يساء فهمها" تدور حول مخلوق وحيد اسمه "لاري"، علم أوليفر أن لاري يريد صديقا فقط منذ بداية تصفحه للقصة، وأصبح يدرك وجود هذا المخلوق في الظل، سواء على الشاشة أو في غرفة نومه، فعد والده مارتي حالة الرعب التي تبدو على أوليفر كابوسا، بينما كانت سارة مقتنعة بأن حالته مبنية على خوف حقيقي. ‬‬إخراج مشوق ومرعب‬أظهر المخرج تشيس براعة في التمسك بمبدأ القليل هو كثير في وحوش الأفلام، حيث حافظ على لمحات الوحش لاري موجزة ومظلمة جزئيا حتى وقت طويل من الفيلم لتعزيز التشويق والتوتر. وينسب الفضل إلى أربعة من محركي الدمى في تشغيل شخصية لاري، التي صممت وصنعت من قبل شركة جيم هنسون، ولا يعتمد المخرج على بث الرعب من خلال القفزات المفاجئة في وجه الجمهور أو المونتاج الخادع، لكنه يبني عنصر التشويق ويحافظ عليه في جميع أنحاء الفيلم من خلال حركة الكاميرا المضبوطة، والإضاءة التي تبعث على الرعب، والموسيقى المقلقة، والصوت الخشن. يبدأ فيلم "كم بلاي" بطرح فكرة اتخاذ التكنولوجيا كملجأ لطفل ليس له أصدقاء، ثم يقلب السيناريو لاستكشاف ماذا سيحدث عندما تطلب التكنولوجيا شيئا في المقابل. ‬‬أداء رفيع المستوى‬إضافة إلى ذلك أبدع الطفل أزي روبرتسون، الذي شوهد أخيرا في فيلمي "ماريج ستوري" و"ذا بلوت أجينست أمريكا" حيث قدم أداء ممتازا، كما أسهم وجود ممثلين من الدرجة الأولى مثل جاكوبس وجالاجر في دور الوالدين في رفع مستوى الفيلم بصورة كبيرة، حيث إن أسلوبهما المتناقض في التعامل مع تحديات طفل مصاب بالتوحد يضيف لمسة عاطفية حقيقية إلى المشاهد المنزلية، لكن الاحتكاك الزوجي أقل من الواقع ويبقى في الخلفية، ‬فسارة جعلتنا نفكر في شخصية "توني كوليت" من فيلم "ذا سيكث سينس"، فهي أم لا شك في حبها لكن أعصابها منهكة. من النادر جدا في الأفلام الأمريكية أن يُسمح للأمهات العاديات بأن يكن أي شيء سوى أوعية مثالية من التفاني البعيد كل البعد عن الأنانية، عندما يتم تهميش دور "مارتي" بسبب إصابته وتترك "سارة" بمفردها لحماية أوليفر، تمر الرابطة المتوترة بينهما بتغيرات سريعة في ظل الفوضى العارمة والشر الذي يغزو منزلهما. تمنح الطبيعة الفطرية لهذه العلاقة الفيلم مركزا قويا، مع نتيجة مأساوية ومؤثرة تأخذ منعطفا مختلفا من خلال التطرق إلى دور التكنولوجيا كمستودع للذكريات. ‫‬ما لا شك فيه أن قضية التنمر تشكل هاجسا قويا عند جميع الأباء والأمهات الحرصاء على أولادهم، لكن التكنولوجيا في الوقت عينه لها مساوئ تضاهي التنمر وما يخلفه على شخصية الطفل، فكيف إذا ما كانت التكنولوجيا هي نتيجة للهرب من التنمر؟!‬تجدر الإشارة إلى أن الفيلم حقق بعد أسبوع من عرضه في دور العرض الأمريكية نحو ثلاثة ملايين دولار، ويعد الأقل في تاريخ موسم أفلام الهالويين، لكن هذا هو حال السينما في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضها انتشار فيروس كورونا، وإغلاق عديد من دور العرض، فيما بلغت ميزانية تحويله من عمل قصير نحو تسعة ملايين دولار‬.‫‬من جهة أخرى، أصدر تشيس بيانا دعا فيه محبي السينما وأفلام الرعب والإثارة، إلى ارتداء أقنعتهم الوقائية ودخول الفيلم، الذي توقع له أن يعرض في ظروف مختلفة عن الوضع الحالي، بعدما بذل فيه وفريق العمل جهدا كبيرا. ‬إنشرها

أضف تعليق

وحش داخل الجهاز اللوحي يهدد الأطفال في فيلم «تعال العب»‬