الصفحة الرئيسية >التماس >خليجيون ويمنيون: لم نعد نخاف العزلة
Apr 18بواسطة Smarthomer

خليجيون ويمنيون: لم نعد نخاف العزلة

في أواخر التسعينات الميلادية من القرن الماضي، نشرت مجلة نيوز ويك الأميركية تقريرا عن أبوين أميركيين يسكنان كاليفورنيا قررا تربية وتعليم أولادهما تعليما ذاتيا مستقلا، بعيدا عن كل وسائل التكنولوجيا والتعليم النظامي، فلا تلفزيون، ولا راديو، ولا هاتف، ولا إنترنت، ولا مدارس، ولا أيّ وسيلة تقنية يمكن الاستعانة بها في تعليمهم. فقط، كانت الكتب هي المرجعية الوحيدة لثقافتهم، ولمعرفتهم بالحياة وبالعالم. كانا مقتنعَين تماما بأن منظومة التعليم وجميع أدوات التكنولوجيا ستدفع بأبنائهما إلى تحويلهم لقوالب اجتماعية معلّبة شبيهة بروبوتات مبرمجة.

خليجيون ويمنيون: لم نعد نخاف العزلة

وبالفعل، لقد نشأ الأطفال أذكياء جدا، وصحيين جدا، لكنهم كانوا يتّصفون بسلوك اجتماعي غريب للغاية، كان لهم عالمهم، وأولوياتهم، وأحكامهم، وذوقهم، فلم يتمكّنوا حين كبروا من الاندماج في المجتمع الذي كان متخلفا عنهم، ومتقدما عليهم في ذات الوقت.

في عام 2016، حصد الفيلم الأميركي Captain Fantastic عدة جوائز لتناوله موضوعا مشابها يتعلّق بسؤال ثقافي مرتبط بالفلسفة والدين والتاريخ والعقائد، حيث يُكرّس أبٌ حياته لتربية أطفاله الستة على أسس بدنية صحيحة وتعليم فكري صارم، بعيدا عن التكنولوجيا والمدارس. لكنه يُرغَم على ترك منظومته تلك وخَوض العالم الخارجي، ليواجه تحديات تخص فكرته عن معنى الحياة والأبوة ضمن رؤيته الذاتية عن قوالب قنوات التواصل الاجتماعي الجماهيرية التي تقدم لنا معنى الأشياء بجاهزية عبر التعليم والثقافة والدين، وعبر التكنولوجيا الهائلة التي تجتاح الأبناء ليغدوا كائنات مجهولة.