الصفحة الرئيسية >التماس >كيف تمكن الاحتلال من اغتيال 3 مقاومين في قلب نابلس؟
Jan 27بواسطة Smarthomer

كيف تمكن الاحتلال من اغتيال 3 مقاومين في قلب نابلس؟

طرحتعملية اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي لثلاثة مقاومين فلسطينيين في قلب مدينة نابلسبالضفة الغربية المحتلة، ظهر أمس، العديد من التساؤلات الكبيرة، حول سر تنفيذ هذه الجريمةبهذا الأسلوب.وتمكنتقوة خاصة من وحدة "يمام" الإسرائيلية من دخول نابلس بزيها العسكري متخفيةفي سيارة أجرة تحمل لوحة فلسطينية وسيارة أخرى مدنية، من فتح النار بكثافة كبيرة علىسيارة فلسطينية واغتيال ثلاثة شبان هم: الشهيد أدهم مبروك (الشيشاني)، والشهيد محمد الدخيل،والشهيد أشرف المبسلط."دماءنازفة"ووسطغضب فلسطيني عارم، شيعت جماهير فلسطينية غفيرة مساء أمس الشهداء الثلاثة، وسط هتافاتتطالب المقاومة الفلسطينية بالانتقام لدماء الشهداء، علما بأن هذه العملية الإسرائيليةتأتي بعد فترة زمنية قصيرة على لقاءات ظهرت أنها حميمية جرت بين رئيس السلطة محمود عباسمع وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، وبعده لقاء وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ مع وزيرخارجية الاحتلال يائير لابيد.وكانمن الغريب ما وثقته كاميرا هاتف العديد من النشطاء، حيث لوحظ قيام جيش الاحتلال بارتكابجريمته دون أي تردد أو قلق، والخروج من المدينة بذات السيارات دون أن يعترضهم أي عنصرمن عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية المنتشرة في المدينة.وعنخطورة ودلالات العملية الإسرائيلية في قلب الضفة في ظل تصاعد التنسيق واللقاءات مابين قيادات السلطة وجنرالات الاحتلال، أوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عمادأبو عواد، أن "حكومات المركز واليسار الإسرائيلي أكثر خطورة على المجتمع الفلسطيني،لأنها تحاول ليل نهار أن تثبت أنها يمين، وبالتالي فإن تصرفاتها تكون أسوأ بكثير من تصرفاتاليمن".وأضاففي حديثه لـ"عربي21": "اليمين الإسرائيلي عندما يكون في الحكم، هو غيرمضطر لأن يثبت أنه يمين، لكنّ نفتالي بينيت (رئيس الحكومة) وبيني غانتس (وزير الحرب)مضطران لأن يثبتا أنهما يمينيان، لأن معهما يسار و"ميرتس" و"العمل"،وبالتالي فإن هذه الحكومات هي الأكثر خطورة".ورأىأبو عواد، أن "الخطير جدا، أن هذه الحكومات الإسرائيلية تنفذ جرائمها في ظل لقاءاتمع السلطة والضغط على السلطة أيضا، من أجل منع مظاهر المقاومة وغيرها، وفي المقابلفإن الاحتلال ينفذ جريمته بكل أريحية".ونبهإلى أن "الاحتلال تمكن من تحويل الحالة العامة إلى مشهد أصبحت فيه السلطة الفلسطينيةجزءا من الأداة الأمنية للاحتلال بشكل جلي"، مشيرا إلى أن "جريمة اغتيال الشبانالثلاثة تأتي في سياقين: الأول؛ أن هذه الحكومة تريد أن تثبت أنها يمينية، والثاني؛في ظل لقاءات مع السلطة، وكما يقولون بالعامية "ضحك على اللحى"، بحيث يتمتنفيذ هذه الجرائم في ظل ابتسامة مشتركة ما بين غانتس وعباس مع دم فلسطيني نازف علىالأرض".

اقرأ أيضا: إضراب في الضفة حدادا على شهداء نابلس.. و "الأقصى" تتوعد"ثمرةمرة"من جانبه،ذكر المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "الاحتلال في واقعالأمر، كان في ظروف معينة يتجنب القيام بمثل هذه العمليات خوفا من ردات الفعل الشعبية".وأضاففي حديثه لـ"عربي21": "الغريب، أن جيش الاحتلال دخل مرحلة متقدمة فيالعدوان، وكأنه وصل إلى مرحلة من الثقة، بات معها يضمن عدم حدوث ردات الفعل بدون أن تكونله السيطرة على الأرض".ولفتأبو عامر إلى "وجود تساؤلات عدة حول دور قوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة،في ظل العلاقات الأمنية المفتوحة بين الطرفين، فهل هذه الجريمة التي ارتكبت في وضحالنهار، هي نتاج توافق بين الطرفين، خاصة أن جيش الاحتلال اخترق المنطقة بدون أن يمنعهأحد ولا سيما أن قواته دخلت بزي عسكري ولم تكن متخفية بزي مدني وخرجت بنفس الطريقةفي سيارات تحمل لوحات فلسطينية؟".وتساءل:"لماذا يصعب على المقاومين في مناطق الضفة الغربية المحتلة الوصول إلى قوات الاحتلالبسبب الحواجز الفلسطينية؟ وكيف يمكن لقوات الاحتلال أن تدخل وتخرج هكذا؟ وما معنى اللقاءاتالتي جرت بين قيادة السلطة ووزراء جيش الاحتلال؟ وهل لقاءات عباس مع غانتس والشيخ معلابيد، كان من أجل تعزيز التنسيق الأمني وليست لقاءات سياسية؟".وتابعالمختص: "هل هذه العملية الخاصة الإسرائيلية في قلب كبرى مدن الضفة، هي ثمرة مرةلهذه اللقاءات؟"، مؤكدا أن "الاحتلال لمس عبر هذه اللقاءات، ضعفا وتهافتافلسطينيا من قبل قيادات السلطة من أجل البقاء في الحكم، وبالتالي فهو وجد هامشا لتوسيععدوانه وتنفيذ عمليات بهذا الشكل، لأن هناك من هو مستعد لدفع الفاتورة من أجل الحفاظعلى بقائه في السلطة المتهالكة".ومنبين التساؤلات المهمة والحرجة التي طرحها أبو عامر: "أين قوات الأمن الفلسطينيةالمتواجدة في سجن "جنيد" الفلسطيني على مقربة من مكان ارتكاب الاحتلال لجريمتهالبشعة؟".وفياتصال لـ"عربي21" مع أحد نشطاء نابلس، أوضح أن "مكان ارتكاب الاحتلاللاغتيال أبطال نابلس، يقع على مقربة من مقر جهاز الاستخبارات التابع للسلطة، كما أنالقوات الأمنية المتمركزة في سجن "جنيد" تحتاج فقط إلى دقيقة إلى دقيقة ونصفلتصل إلى مكان الجريمة الإسرائيلية".

كيف تمكن الاحتلال من اغتيال 3 مقاومين في قلب نابلس؟