الصفحة الرئيسية >التماس >الإقبال على الكتاب الإلكتروني يشعل المنافسة بين الناشرين
Jan 09بواسطة Smarthomer

الإقبال على الكتاب الإلكتروني يشعل المنافسة بين الناشرين

بارني جوبسونوأندرو إيدجكليفمن لندنالدراسة التي تمت في منزل الأستاذ مينج فان في مدينة سياتل الأمريكية مليئة جدًا إلى حد الانفجار. ويتساءل الأستاذ ''لقد بدأ الأمر يخرج عن نطاق السيطرة مع وجود كل هذا الكم من الكتب. هكذا صرخت زوجتي في وجهي. أين يمكنني تخزينهم؟''.وعندما تحدث في مكتبه في كلية إدارة الأعمال بجامعة واشنطن، كان الاستنتاج واضحًا، وصرح قائلا: ''لقد وصلت إلى الحد الذي إذا اشتريت فيه كتابًا تقليديا، يتوجب علي أن أتخلص من كتاب قديم. وبالنسبة لي فإن الكتاب الإلكتروني هو الحل''.ويشتري الأستاذ فان، خبير في نظم المعلومات وتسعير الكتب الإلكترونية، الكثير من الكتب الإلكترونية من ''أمازون''، رائدة التجارة الإلكترونية التي أصبحت مؤسسة أخرى في سياتل - والقليل من الكتب من ''أبل أي بوك''، حيث يقوم بقراءاتهم عبر القارئ الإلكتروني لجهاز أمازون كيندل، أو عبر جهاز أبل آيباد.وقد اعتمد ملايين من الناس على عادات مماثلة منذ أن أطلقت ''أمازون'' القارئ الإلكتروني كيندل في عام 2007. يريد البعض توفير مساحة على الأرفف، والبعض الآخر يبحث عن وقت للتسوق، بينما يتطلع آخرون إلى توفير المال، والبعض الآخر يسعى إلى تجنب عبء الحقائب عند السفر. والبعض يريد مجرد الوصول إلى عدد متزايد من العناوين التي لا تتوافر إلا من خلال الكتب الإلكترونية.ومع ذلك تحدى سلوكهم كافة التوقعات حيث كان من المفترض أن يكون الكتاب وسيلة أقل عرضة للاضطراب. ولذا فليس من المتوقع أن تحل الأجهزة الرقمية محل مميزاته الكبيرة جدًا والملموسة التي أنشئت على مدى قرون. ولكن زيادة الأجهزة المبتكرة زيادة كبيرة وبأسعار معقولة غير ذلك تمامًا، حيث حول هذه الصناعة التي تشتهر شهرة واسطة بين المثقفين، إلى ساحة قتال لشركات التكنولوجيا الأكبر في العالم.وفي هذا الأسبوع بدأت معركة جديدة في سياتل، وذلك لأن شركة مايكروسوفت، وهي أكبر وأقدم شركة للتكنولوجيا في المنطقة، قامت بزيادة استثماراتها للقارئ الإلكتروني، نوك، المنافس لكيندل والذي تم تطويره من قبل شركة بارنيس، ونوبل، آخر من بقي على قيد الحياة في سلسلة دور الكتب الوطنية الأمريكية، إلى 300 مليون دولار.ولقد حاولت شركة مايكروسوفت كثيرًا للوصول إلى القارئ الإلكتروني من قبل ولكنها فشلت في ذلك. ولكن عن طريق الاستعانة بمصادر خارجية في تطبيق نظام القراءة الإلكترونية، التي يحتاج إليها برنامج التشغيل ويندوز 8 الخاص بالأقراص والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، فإنه سيتم توسيع نطاق توزيع القارئ الإلكتروني، نوك، بعيدًا عن الأماكن التي يقدم فيها طاقم عمل ''بارنز ونوبل'' يد العون للمستخدمين الأقل ثقة بالقارئ. ومن المقرر أن يؤدي ذلك إلى نشوب صراع بين أربعة أنظمة تجمع بين كل من الجهاز ومحل بيع الكتب: نوك، كيندل، أبل أي بوك ستور، وجوجل بوكس.وكما تروج شركات التكنولوجيا الغنية للكتب الإلكترونية لبيع أجهزة ويندوز 8، أو كيندل فاير، أو الأي باد، أو أدوات تشغيل برامج جوجل أندرويد، فإن عادات القراءة ستتغير كذلك، مع وجود تداعيات عميقة بالنسبة لتجار التجزئة والناشرين والمستهلكين.إن وتيرة التغيير تشهد بالفعل تغييرًا مثيرًا. ووفقًا لشركة برايس ووترهاوس كوبرز للاستشارات، فإن المبيعات الاستهلاكية للكتاب الإلكتروني في الولايات المتحدة زادت بنسبة 42 في المائة، حتى وصلت إلى 2,5 مليار دولار هذا العام، أو 11 في المائة من السوق الاستهلاكية للكتب الأمريكية. ولكن هذا قد يقلل من النمو. وقال اتحاد الناشرين الأمريكيين يوم الجمعة إن الكتب الإلكترونية تمثل 31 في المائة من جميع مبيعات تجارة البالغين في شهر شباط (فبراير) الماضي، حيث زادت من 27 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، وقفزت حصتها من سوق البالغين والأطفال والشباب من 10 في المائة إلى 16 في المائة طوال العام.ووفقًا لتقديرات ''برايس ووترهاوس كوبرز'' ستنمو مبيعات الكتاب الإلكتروني في أوروبا بنسبة 113 في المائة، لكنها ستنهي هذه السنة على معدل أقل من 2% من السوق. ويتوقع المركز أن الكتب الإلكترونية في أوروبا ستصل إلى نسبة أكبر من 6 في المائة من السوق بحلول شهر كانون الأول (ديسمبر).ومع ذلك، فإن هذا يتم بتكلفة باهظة للطباعة، حيث تراجعت مبيعات البالغين من الكتب الورقية بنسبة 17,5 في المائة في العام الماضي، وذلك وفقًا لتقديرات اتحاد الناشرين الأمريكيين. وفي المملكة المتحدة، قال اتحاد الناشرين هذا الأسبوع إن مبيعات المستهلكين للكتاب الإلكتروني قفزت 366 في المائة في عام 2011 ليصل إلى 6 في المائة من إجمالي مبيعات الكتب، ولكن الانخفاضات في الطباعة تركت السوق الإجمالية على انخفاض قدره 2 في المائة.إن الاعتماد على الكتاب الإلكتروني آخذ في الارتفاع بسرعة شديدة، حيث أظهر استطلاع للرأي تم إجراؤه قبل احتفالات أعياد الميلاد بواسطة مركز بيو للأبحاث في واشنطن، أن 17 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة كانوا من قراء الكتب الإلكترونية. وفي استطلاع للرأي تم إجراؤه بعد أن تم شراء الملايين من جهاز كيندل، وأي باد كهدايا، وصلت النسبة إلى 21 في المائة. وفي بعض الأنواع الأخرى، فإن التغير واضح للغاية. وقد اكتشفت ''ايه ايه بي'' وجود انخفاض بنسبة 39 في المائة في العام الماضي في مبيعات الطباعة في سوق البالغين الضخم، وهي روايات مليئة بالإثارة والموجودة في المطارات، ومحلات السوبر ماركت.ويقول مايكل كوزلوفسكي من مدونة جود إي ريدر ''إن الناس يميلون إلى شراء الكتب صاحبة هذه العناوين المثيرة التي تملأ أرفف المكتبات بسرعة فعلاً، حيث تربط روعة النساء بالرومانسية، والرجال بخيالهم العلمي. فهذا نوع من كتب الإثارة التي أقرأها مرة واحدة ولا أعيد القراءة فيها ثانية''.ويلاحظ أن الأدب الإباحي يحظى بشعبية خاصة كما يسهل إخفاؤه في شكل كتاب إلكتروني. وتحتل رواية ''فيفتي شيدس أوف جراي''، وهي ثلاثية قصصية مثيرة، في الوقت الحاضر أعلى ثلاثة مواضع في أرشيف جهاز كيندل في الولايات المتحدة.ومهما كان الأمر، يبدو أن الحافز لشراء الكتب سوف يحول القارئ الإلكتروني ومالك الأقراص الإلكترونية إلى قارئ شره. ووجد مركز بيو أن شريحة قراء الكتاب الإلكتروني تستهلك 24 عنوانا في السنة، مقارنة بـ 15 في المائة للشريحة الأوسع من السكان. ويقول الأستاذ فان إنني الآن أقوم بقراءة المزيد من الكتب أكثر من ذي قبل، لأنها أكثر ملاءمة. فهي مثل التسوق القهري.ولكن الناشرين قلقون حول عدد القراء مثل الأستاذ فان، الذي يمكنهم أن يدفعوا تلبية لرغباتهم الإلكترونية. ومنذ عامين، عندم تم إطلاق أي باد، اتفق خمسة أو ستة ناشرين عالميين مع شركة أبل على ما كانوا يأملون في أن يكون أنموذجًا أكثر استدامة من تسعيرة قائمة أكثر الكتب مبيعًا آنذاك التي كان سعر الكتاب فيها 9.99 دولار والتي استحوذت شركة أمازون بواسطتها على 90 في المائة من سوق الكتب.والآن، فإن التسعيرة الرقمية الخاصة بهم في حالة اضطراب مرة أخرى. ففي الشهر الماضي اتهمت وزارة العدل الأمريكية دور نشر من قبيل ''هاشيت''، و''هاربر كولينز''، و''ماكميلان''، و''بينجوين''، و''سايمون اند شوستر''، بالتواطؤ مع ''أبل'' لرفع تسعير الكتاب الإلكتروني. وتم تسوية الأمر مع ثلاثة ناشرين، في حين تخطط ''ماكميلان''، و''بينجوين'' (الأخيرة تمتلكها شركة بيرسون المدرجة ببورصة لندن، كما هو الحال بالنسبة لـ ''فاينانشيال تايمز'') الطعن في القضية جنبًا إلى جنب مع شركة أبل.وقامت ''أمازون'' بعمل الكثير لدعم استقرار الناشرين القلقين. وبالفعل فإن أكبر سلسلة متاجرها، تحتل الآن كل حلقة في السلسلة بين الكاتب والقارئ. إنها توقع الكتاب الكبار على حقوق طباعة خاصة بها، وتنشر كل الكتب والعناوين المطبوعة. وتراوح تكلفة قارئ الكتاب الإلكتروني كيندل على رأس قائمة كتب ''أمازون'' في يوم الجمعة ما بين 3.13 دولار و7.21 دولار.وفي الشهر الماضي استحوذت على حقوق ''نورث أمريكا'' - الرقمية والمطبوعة - لكتب ''ايان فليمينغ جيمس بوند''. ومع برنامج كيندل سينجل فقد تم إنشاء منفذ رقمي لكتاب القصة القصيرة والكتاب الصحفيين، وتم منحهم حق انتفاع 70 في المائة من سعر التجزئة المنخض (حيث تم تسعير أعلى مائة عنوان ما بين 79 سنتا و4.83 دولار) وقد أُطلقت أيضا خدمة المكتبة، التي تتيح لمالكي قارئ كانديل ''استعارة'' كتاب في الشهر مجانًا. وقد انتقدت نقابة المؤلفين في الولايات المتحدة خصم التسعير الخاص بشركة أمازون، لأن وكلاء المؤلفين قلقون بسبب هذا الخصم.وقد استجابت للناشرين مع الابتكارات الخاصة بها، بدءًا من ''بينجوين بوك كنتري''، مجتمع للكتاب على شبكة الإنترنت، وصولاً إلى ''راندوم هاوس سماشنج أيدياز''، والتي أنتجت تطبيقات للهواتف النقالة لعناوين كتب منها ''ذا جانجل بوك''. ولكنهم يواجهون الداخلين الجدد مثل ''بوتيرمور''، حيث قال موقع ذا جي كي رولينغ يوم الجمعة إنها باعت ما يصل إلى ثلاثة ملايين جنيه استرليني من النسخة الإلكترونية لكتب هاري بوتر في الشهر الأول.شركات التخفيض التي ناضلت طويلاً للتكيف مع عملية التجارة الإلكترونية الخاصة بشركة أمازون قلقة أيضاً. شركة تارجت، إحدى شركات التخفيض، قالت هذا الأسبوع إنها ستوقف بيع كانديل، بعد أن اشتكى الزبائن الذين يتصفحون مجموعة واسعة من المنتجات في الأرشيف الخاص بها، ومن ثم يشترونها بأسعار أرخص على موقع أمازون.وبعد انهيار ''بوردرز''، أقرب المنافسين الأمريكيين لـ ''بارنيس ونوبل'' في العام الماضي، شعر بائعو الكتب بالقلق بشكل خاص. وفي دور تعليمه، قد يكون الأستاذ فان أدى إلى تفاقم مشاكلهم. وقد اعتاد الأستاذ فان أن يخطر متجر بيع الكتب في الجامعة قبل شهرين من الفصل الدراسي الجديد بالكتب التي سيتم تدريسها، حتى يستطيع المتجر أن يقدر حجم الطلب.وأضاف: ''لكن هذا الأنموذج لا يعمل الآن، إنني لا أكلف نفسي عناء طلب ذلك من متجر بيع الكتب في الجامعة. إن الشكل هو المشكلة. فالناس لا يذهبون إلى شراء الكتب الورقية. ولذا فإنني أخبر الطلاب دائمًا (قم بالتسوق بنفسك)''.حتى مع العاملين في المتجر الذين يعتمدون على الكتب الإلكترونية فإن كيتلين بيكر، التي تعمل في قسم الأطفال، اشترت قارئ نوك قبل ستة أشهر لكنها لم تجرؤ على البدء فيه في الشهر الأول. ومع ذلك عندما فعلت ''كانوا مثل غيرهم لكنهم كانوا مُمللين''.ولكنها لا تزال تقرأ الكتب التقليدية، لأنها تحب الحالة التي تشعر بها وقت القراءة، ولكنها تستخدم قارئ نوك حتى تقرأ النسخ المتقدمة التي يرسلها الناشرون. وتقول ''أنا أعيش في شقة صغيرة فهي ليست لطيفة ولكنها مليئة بالفوضى. ولكن الآن لا يجب أن أحمل حقيبة من الكتب خارج المنزل وأنا على متن الحافلة، وإذا لم أرغب في كتاب منها، فكل ما أفعله هو أن أقوم بحذفه من القائمة''. إنها تؤيد أيضا الجمع الواسع النطاق للكتب الإلكترونية من أجل مكتبة سياتل العامة. وتضيف قائلة: ''يمكنك التحقق منها في أي صورة تشاء. ثم في نهاية مدة الأسبوعين فإنه يختفي. ولا توجد غرامات. إنه نظام سحري''.ويقول موظف آخر إن الإصدارات المطبوعة لا تزال تحتفظ بمكانها: ''يأتي الناس إلى هنا للنظر في الغلاف الورقي عندما لا يكون القارئ كيندل يعمل. حيث سمعنا فتاة تقول: لا أستطيع أن أصدق أن كيندل استطاع أن يعمل في الغابات المطيرة''.إن صعود الكتب الإلكترونية لم يمنع من الابتكار في مجال الكتب المطبوعة. إن آلة إسبريسو بوك في متجر الجامعة تتيح للعملاء طباعة الكتب في غضون دقائق. ويقول أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة إنها تستطيع طباعة أي شيء سواء كانت قاعدة بيانات من عناوين نادرة وغير عادية، أو أعمال المستخدمين الخاصة. وهناك الكثير من الناس الذين يقومون بنشر تاريخ العائلة أو دواوين شعر أو أي شيء من هذا القبيل والذي ظل حبيس الأدراج لعدة سنوات.وطوال عصر الكتب المطبوعة توجد متاجر الكتب الجديدة، جنبا إلى جنب، مع أسواق الكتب المستعملة التي تعرض الكتب الكلاسيكية.وفي أحد جانبي الشارع الذي يؤدي إلى متجر بيع الكتب المستعملة بعيدًا عن حرم جامعة واشنطن الرئيس يوجد متجر لبيع الكتب يسمى ''ماجوس''، حيث كان كريس ويمر، مالك المتجر، منزعجًا بسبب نمو الكتب الإلكترونية. ويقول ويمر ''لا يزال متجر الكتب المستعملة يمتلك دورا خاصا كمكان لبيع الكتب عند حدوث أي أمر طارئ غير متوقع''.ويضيف: ''هذا هو ما يبقي هذا الأنموذج على قيد الحياة. لأنك لا تعرف أبدًا ما سوف تجده في المستقبل. إنني أتعجب من شركة بارنز أند نوبل عندما أتسوق في قسم الشعر والدراما، ولكنني أفعل ضعف ما يفعلونه بمقدار اثنين أو ثلاثة أضعاف، في هذا المتجرالصغير، لأننا لا نقتصر على ما هو مطبوع فقط''. ويقول: ''إنه لا يمكنك أن تأخذ القارئ الإلكتروني في المسبح معك. لا يمكنك إعطاؤه إلى أحد أصدقائك''.ثم يختتم كلامه قائلاً: ''لقد حصلت على هذا الكتاب الذي يصل عمره إلى 400 سنة، ومع ذلك فهو لا يزال بحالة جيدة. فهل يمكنك إحضار قارئ إلكتروني يستطيع أن يعمل لمدة 400 سنة''. إنشرها

أضف تعليق

الإقبال على الكتاب الإلكتروني يشعل المنافسة بين الناشرين